تصاعدت في الآونة الأخيرة موجة من القلق المجتمعي إزاء ظاهرة استعراض المشاهير لثرواتهم وممتلكاتهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، وسط تحذيرات من تداعيات سلبية على الشباب والنسيج المجتمعي ككل. من خلال موقع ترند العرب سنستعرض آراء عدد من المواطنين أبدوا امتعاضهم من هذا السلوك الذي وصفوه بـ"الاستفزازي"، مطالبين بضرورة وضع ضوابط تنظم هذه الممارسات التي يرون فيها تهديدًا للقيم الاجتماعية ومصدرًا للإحباط بين فئة واسعة من الجمهور.
![]() |
ظاهرة استعراض ثروات المشاهير عبر مواقع التواصل |
إظهار المشاهير لثرواتهم أصبح ظاهرة
وأكد المواطن محمد بن عبود أن إظهار المشاهير لثرواتهم عبر الإنترنت لم يعد مجرد سلوك شخصي، بل تحول إلى ظاهرة تؤثر سلبًا على وعي المجتمع، وخصوصًا بين الشباب الذين قد يقارنون أوضاعهم الاقتصادية المحدودة بما يرونه من مظاهر الرفاهية والبذخ. وأشار بن عبود إلى أن ما يقوم به بعض المشاهير لا يقتصر على الاستعراض فقط، بل يتعداه إلى تقديم إعلانات غير مسؤولة تفتقر للمصداقية والضمير، ما يضع المجتمع أمام تحديات جديدة تتعلق بالتضليل الإعلامي والغش التجاري.
وجوب التدخل من الجهات الرقابية
واقترح بن عبود تدخل الجهات المختصة من خلال تشكيل لجان رقابية تتولى متابعة محتوى المشاهير، وضبط ممارسات الترويج المالي غير المنضبط، سواء عبر الاستعراض الشخصي أو من خلال الإعلانات الممولة، مطالبًا بضرورة وجود مساءلة قانونية تحمي المجتمع من التأثيرات السلبية لمثل هذه المظاهر.
هناك فرق بين إستعراض الثروة والتحفيز
وفي السياق ذاته، أبدى فرج التركي رأيًا متوازنًا حيال الظاهرة، حيث فرّق بين نوعين من المحتوى الذي يقدمه المشاهير: الأول يتمثل في أولئك الذين يوظفون الحديث عن مكاسبهم المادية في سياق تحفيزي أو ضمن محتوى تعليمي أو سياحي هادف، والثاني يتمثل في من يظهر فجأة عبر المنصات ليعرض تفاصيل حياته الفاخرة دون هدف واضح. وأوضح التركي أن هذا النوع الثاني من المحتوى ينعكس سلبًا على المتابعين، ويجرح مشاعر فئات واسعة من الناس ممن لم تتح لهم نفس الفرص، كما يعزز لدى البعض الميل إلى مقارنة أنفسهم بواقع غير واقعي أو غير قابل للتحقق.
ولفت التركي إلى أن المشكلة لا تكمن في عرض النجاح بحد ذاته، بل في الطريقة التي يتم بها هذا العرض، معتبرًا أن الغرور في الطرح وغياب الشفافية يفتحان الباب أمام الإحباط والتقليد الأعمى. ودعا إلى أن يكون للمشاهير ذوي المحتوى الهادف دور فاعل في التوعية، عبر إطلاق حملات تحث على التفكير النقدي، وتشجع على عدم تصديق كل ما يُعرض على الإنترنت.
إلزام المؤثرين بعرض مصادر أموالهم
ومن جانبه، أبدى المواطن حسين الحسين قلقه من ظاهرة الترويج لمبالغ مالية وصفها بـ"الخيالية" من قِبل بعض المشاهير، مشيرًا إلى أن مثل هذه التصريحات تفتقر غالبًا إلى المصداقية، وتدفع بالشباب إلى اللهاث خلف الشهرة كطريق مختصر للنجاح، على حساب المسارات المهنية التقليدية مثل الطب والهندسة. واعتبر الحسين أن هذا التحول في الأولويات قد يحمل آثارًا سلبية مستقبلًا على سوق العمل والاقتصاد والمجتمع ككل، داعيًا إلى تقنين هذه الظاهرة ووضع ضوابط تحد من إطلاق الأرقام غير الموثقة.
وشدد الحسين على أهمية أن تُلزم الجهات المختصة المؤثرين ببيان مصادر دخولهم في حال إعلانها، بما يعزز من الشفافية ويمنع التضليل. كما دعا إلى توعية الجمهور، لا سيما الشباب، بخطورة بناء التطلعات على مشاهد سطحية لا تعكس غالبًا الواقع الحقيقي لهؤلاء المشاهير.
في ضوء هذه الآراء، تتجدد الدعوات لتدخل الجهات الرقابية والتشريعية بهدف تنظيم ما يُنشر عبر المنصات الرقمية، خصوصًا في ظل ما يمكن أن تسببه بعض السلوكيات الفردية من تأثيرات مجتمعية واسعة النطاق. وبينما تتصاعد شعبية المؤثرين، تبرز الحاجة إلى إطار قانوني وأخلاقي ينظم علاقتهم بالجمهور، ويضمن ألا تتحول حرية التعبير إلى وسيلة للتضليل أو الاستفزاز.
Tags
منوعات