-->

"ريف السعودية".. نموذج للتنمية الريفية المستدامة يحظى بإشادة الأمم المتحدة

أشادت منظمة الأمم المتحدة للسياحة بجهود برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة "ريف السعودية"، مؤكدة أن البرنامج يمثل نموذجًا ملهمًا في ربط التنمية الزراعية بالسياحة الريفية، والمساهمة في إبراز الهوية الثقافية الغنية للمجتمعات الريفية في المملكة. جاء ذلك في خطاب رسمي تلقاه أمين عام البرنامج غسان بكري من مديرة المنظمة الإقليمية للشرق الأوسط، بسمة الميمان، التي ثمّنت الدور الرائد الذي يؤديه "ريف السعودية" في دعم الاستدامة وتفعيل المشاركة المجتمعية من خلال فعاليات مبتكرة.
وأشارت الميمان إلى أن فعالية "بازار ريف"، التي نظمها البرنامج، كانت إحدى النماذج النوعية التي عكست ثراء وتنوع المجتمعات الريفية في المملكة. وقدمت هذه الفعالية تجربة سياحية مميزة تسلط الضوء على الحرف التقليدية، والمأكولات الريفية، والمنتجات الزراعية المحلية، في إطار بيئة تفاعلية تجمع بين الزوار وأبناء القرى، ما أسهم في تعزيز قيمة السياحة الريفية كأداة اقتصادية وثقافية.

ريف السعودية
ريف السعودية

تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال السياحة الريفية

لم تقتصر جهود "ريف السعودية" على الجانب الترويجي فحسب، بل امتدت لتشمل تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال تمكين المجتمعات الريفية من عرض وبيع منتجاتهم، مما ساعد على تحسين الدخل للأسر الريفية، وخلق فرص عمل قائمة على موارد محلية مستدامة. ومن أبرز الفعاليات في هذا السياق، فعالية "شتانا ريفي"، التي أقيمت في خمس مناطق بالمملكة، وهدفت إلى دعم السياحة الداخلية خلال فصل الشتاء، مع تسليط الضوء على التراث الشعبي والموروث الثقافي المتنوع في مختلف المناطق.
واستطاع البرنامج من خلال هذه المبادرات أن يربط ما بين السياحة والتنمية المستدامة بشكل مباشر، في ظل توجه المملكة نحو تنويع مصادر الدخل الوطني، وتقوية القطاعات غير النفطية، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.

اهتمام دولي بالتجربة السعودية في التنمية الريفية

تقدير منظمة الأمم المتحدة للسياحة للبرنامج يعكس المكانة المتقدمة التي باتت تحظى بها التجربة السعودية في مجال التنمية الريفية المستدامة. وعبّرت المنظمة عن استعدادها للتعاون مع "ريف السعودية" في عدد من المجالات ذات الصلة، مثل دعم المجتمعات الريفية، وتعزيز دور المرأة والمنتج المحلي، وتبادل التجارب في إدارة الفعاليات السياحية المستدامة. هذا التعاون الدولي المتوقع يعزز من قدرة البرنامج على التوسع والانتشار، كما يدعم صورته كمبادرة وطنية ذات بعد عالمي.

وتؤكد هذه الإشادة أن المملكة أصبحت لاعبًا دوليًا فاعلًا في مجالات التنمية المستدامة، حيث تقدم نماذج قابلة للتطبيق إقليميًا ودوليًا، خصوصًا في الدول ذات الطبيعة الريفية المتقاربة.

ختامًا: الريف السعودي في قلب التنمية المستدامة

أثبت برنامج "ريف السعودية" أن التنمية الحقيقية تبدأ من القرى والمجتمعات الصغيرة، وأن الاستثمار في السياحة الريفية ليس فقط خيارًا اقتصاديًا، بل هو أيضًا ركيزة من ركائز الاستدامة البيئية والاجتماعية. ومع الاعتراف الدولي المتزايد، واستمرار التعاون بين الجهات الحكومية والمجتمعية، يُتوقع أن يشهد الريف السعودي مزيدًا من التحول والنمو، ليصبح وجهة سياحية عالمية تحمل طابعًا تراثيًا فريدًا يعكس حضارة المملكة وتنوعها الثقافي.

إرسال تعليق

أحدث أقدم