-->

افتتاح المتحف المصري الكبير - حدث تاريخي يربط الماضي بالحاضر

يترقب العالم بشغف افتتاح المتحف المصري الكبير الذي يُعد من أبرز المشاريع الثقافية في القرن الحادي والعشرين، وأضخم صرح أثري مخصص لحضارة واحدة في التاريخ. فبعد سنوات من الإعداد والبناء، تستعد مصر لفتح أبواب هذا المعلم العملاق في قلب الجيزة أمام الجمهور، لتعيد كتابة التاريخ بطريقة حديثة تمزج بين الأصالة والتكنولوجيا. ويأتي هذا المشروع كأحد أهم إنجازات الدولة المصرية في دعم السياحة الثقافية وتعزيز الهوية الوطنية، حيث يعكس التصميم المذهل للمتحف روح مصر القديمة، ويعرض للعالم روائع كنوز توت عنخ آمون التي طال انتظار رؤيتها في عرض موحد متكامل لأول مرة. ولا يقتصر افتتاح المتحف على كونه حدثًا أثريًا فحسب، بل هو مناسبة عالمية تحتفي بها وسائل الإعلام الدولية والمهتمون بالثقافة والحضارة حول العالم.

افتتاح المتحف المصري الكبير
افتتاح المتحف المصري الكبير

موعد افتتاح المتحف المصري الكبير وتجهيزات الحفل

أعلنت وزارة السياحة والآثار أن افتتاح المتحف المصري الكبير رسميًا سيكون يوم السبت 1 نوفمبر 2025، في احتفال ضخم يقام الساعة السابعة مساءً بتوقيت القاهرة، بحضور رسمي رفيع المستوى وتغطية إعلامية واسعة من أكثر من 450 مراسلاً يمثلون نحو 180 وسيلة إعلامية حول العالم. ومن المقرر أن تُفتح أبواب المتحف للجمهور بداية من 4 نوفمبر 2025، ليبدأ الزوار من داخل مصر وخارجها رحلة استكشاف فريدة لعجائب الحضارة المصرية.
ويتضمن الحفل عروضًا بصرية مذهلة تبرز تاريخ مصر الممتد عبر آلاف السنين، إضافة إلى فقرات فنية تمزج بين الإبهار الحديث والطابع الفرعوني الأصيل. وقد تم التنسيق لبث مباشر للحفل عبر منصة TikTok مجانًا، إضافة إلى نقل مباشر عبر قنوات مصرية مثل القاهرة الإخبارية، dmc، قناة الحياة، القناة الأولى المصرية، وإكسترا نيوز، ما يمنح الحدث طابعًا عالميًا يوصل رسالة مصر الثقافية إلى كل بيت في العالم.
ويأتي هذا الافتتاح تتويجًا لرحلة عمل طويلة بدأتها الدولة منذ أكثر من عقدين، ليصبح المتحف الجديد نموذجًا فريدًا يجمع بين الفن والهندسة الحديثة وروح الحضارة المصرية العريقة.

روائع المتحف المصري الكبير وتجربة الزوار الفريدة

يُعتبر المتحف المصري الكبير تحفة معمارية تقع على بعد كيلومترين فقط من أهرامات الجيزة، لتكمل المشهد التاريخي الفريد بين الماضي والحاضر. يمتد المتحف على مساحة تتجاوز نصف مليون متر مربع، ليكون أكبر متحف مخصص لحضارة واحدة في العالم. ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية من مختلف عصور التاريخ المصري، على رأسها كنوز توت عنخ آمون التي ستُعرض كاملة لأول مرة في قاعات مهيأة بأحدث أنظمة الإضاءة والعرض الرقمي.

تتيح تجربة الزيارة في المتحف المصري الكبير للزائر اكتشاف تفاصيل دقيقة من تاريخ مصر بطريقة تفاعلية حديثة، حيث يمكن استعراض القطع الأثرية عبر الشاشات الذكية وتقنيات الواقع الافتراضي، مما يجعل الزيارة رحلة معرفية مشوقة لجميع الأعمار.
كما تشمل التجربة زيارة “الدرج العظيم”، الذي يُعد أحد أبرز عناصر التصميم الداخلي، حيث تصطف تماثيل ملوك مصر العظام على جانبيه في مشهد مهيب يعيد للذاكرة مجد الحضارة المصرية. ولا يغيب الجانب الترفيهي عن التجربة، إذ يحتوي المتحف على مطاعم، ومناطق استراحة، ومتاجر هدايا تقدم منتجات مستوحاة من التاريخ المصري العريق.

أما أسعار التذاكر فهي في متناول الجميع؛ إذ تبلغ 200 جنيه للمصريين، و100 جنيه للطلاب وكبار السن، بينما حُددت بـ1200 جنيه للأجانب، و600 جنيه للأطفال والطلاب الزائرين من الخارج، مما يجعل افتتاح المتحف حدثًا متاحًا للجميع دون استثناء.

افتتاح المتحف المصري الكبير
افتتاح المتحف المصري الكبير

المتحف المصري الكبير في رؤية مصر 2030

لا يمكن الحديث عن افتتاح المتحف المصري الكبير دون الإشارة إلى دوره في تحقيق أهداف رؤية مصر 2030 التي تهدف إلى تعزيز السياحة المستدامة ودعم الاقتصاد الوطني. فالمتحف لا يُعد مجرد مكان لعرض الآثار، بل مركزًا ثقافيًا وتعليميًا متكاملًا يربط الأجيال الجديدة بجذورهم التاريخية، ويقدّم نموذجًا عالميًا في إدارة التراث.
ويُتوقع أن يسهم المشروع في زيادة أعداد السياح بنسبة كبيرة خلال السنوات المقبلة، خاصة مع الموقع المتميز بجوار أهرامات الجيزة، ما يسهّل على الزائر دمج التجربتين في يوم واحد. كما يوفر المتحف فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، مما يعزز التنمية في قطاع السياحة والخدمات.
وفي هذا الإطار، يؤكد المسؤولون أن المتحف المصري الكبير سيكون مركز إشعاع ثقافي عالمي، ومنصة للتعاون بين مصر والمؤسسات الأثرية الدولية، بما يعزز من مكانة مصر كوجهة رئيسية لعشاق التاريخ والآثار.

ختام: حضارة تُعرض للعالم من جديد

يأتي افتتاح المتحف المصري الكبير ليؤكد أن مصر لا تزال تكتب التاريخ بيديها، كما كتبته في الماضي بأحجار الأهرام وتماثيل الملوك. فهو ليس مجرد صرح أثري، بل رسالة حضارية إلى الإنسانية كلها بأن الحضارة المصرية خالدة، وأن كنوز توت عنخ آمون ليست فقط تراثًا ماديًا، بل شاهدًا على عبقرية الإنسان المصري عبر العصور. ومع اكتمال هذا المشروع العملاق، تفتح مصر صفحة جديدة تُعيد من خلالها تقديم حضارتها للعالم بأسلوب معاصر ومؤثر، لتظل أرض الفراعنة منارةً للتاريخ ومهدًا للحضارة التي لا تموت.

إرسال تعليق

أحدث أقدم