![]() |
| ستة عادات صحية أساسية للطلاب مع بداية الدراسة من أجل عام دراسي ناجح |
مع بداية كل عام دراسي جديد، ينشغل أولياء الأمور بالتحضير الأكاديمي لأطفالهم عبر شراء الكتب والأدوات والزي المدرسي، لكن الجانب الأهم الذي قد يغفل عنه البعض هو صحة الطفل والوقاية من الأمراض. فالصحة الجيدة هي الأساس الذي يبنى عليه التحصيل الأكاديمي، وهي العامل الأكبر الذي يمنح الطالب القدرة على التركيز والمشاركة الفعالة في الصف.
وقد أكدت وزارة الصحة السعودية أن العودة إلى المدرسة تمثل فرصة ذهبية لتعزيز العادات الصحية لدى الأطفال منذ وقت مبكر، بحيث تصبح جزءًا ثابتًا من أسلوب حياتهم اليومي، مما يحميهم من الأمراض ويمنحهم طاقة إيجابية تساعدهم على التفوق والنجاح.
في هذا المقال سنستعرض أهم 6 عادات صحية يجب ترسيخها لدى الطلاب خلال اليوم الدراسي، مع شرح كيفية تطبيقها بشكل عملي في حياة الطفل اليومية، وتأثيرها المباشر على صحته الجسدية والنفسية والأكاديمية.
أولًا: التغذية السليمة.. وقود الطاقة والتحصيل الدراسي
يُمثل الغذاء الصحي المتوازن الركيزة الأولى في صحة الطلاب أثناء الدراسة، حيث يقضي الأطفال معظم ساعات اليوم في المدرسة، ويستهلكون ما يقارب نصف احتياجاتهم اليومية من السعرات الحرارية خلال تلك الفترة.
- وجبة الفطور: هي أهم وجبة في اليوم الدراسي، فهي تمنح الطفل الطاقة اللازمة للتركيز والانتباه. يجب أن تحتوي على بروتين مثل البيض أو الألبان، إلى جانب الخضروات أو الفواكه.
- وجبة الغداء المدرسية: يُفضّل تجهيز حقيبة غذاء مدرسية متكاملة تحتوي على ساندويتش بخبز الحبوب الكاملة، ثمرة فاكهة، زبادي قليل الدسم، وزجاجة ماء.
- تجنب الأطعمة الضارة: يجب الحد من تناول السكريات المضافة، الوجبات السريعة، والمشروبات الغازية التي تؤدي إلى الخمول وزيادة الوزن.
كما أوصت وزارة الصحة بضرورة أن يتعلم الطلاب تناول الخضروات والفواكه الطازجة بشكل يومي، بجانب الحبوب الكاملة، منتجات الألبان قليلة الدسم، واللحوم الخالية من الدهون. هذه العادة البسيطة تساهم في تعزيز المناعة والوقاية من الأمراض، وفي الوقت ذاته تمنحهم النشاط والتركيز طوال اليوم الدراسي.
ثانيًا: النشاط البدني.. 60 دقيقة تعني صحة أفضل
الجلوس لفترات طويلة في الصفوف الدراسية قد يسبب الملل والخمول للطفل، لذا فإن ممارسة النشاط البدني اليومي أمر لا غنى عنه. تنصح التوصيات الصحية بأن يحصل الأطفال على 60 دقيقة على الأقل من النشاط البدني يوميًا، ويمكن تقسيمها بين المدرسة والمنزل.
في المدرسة: يمكن استغلال وقت الاستراحة أو حصة التربية البدنية لممارسة الجري أو الألعاب الجماعية.
قبل أو بعد المدرسة: يوصى بالمشي أو ركوب الدراجة للوصول إلى المدرسة إن أمكن، أو تخصيص وقت للعب في الحديقة أو ممارسة الرياضة.
يساعد النشاط البدني على:
- تقليل القلق والتوتر المرتبط بالدراسة.
- تحسين التركيز والذاكرة.
- تعزيز صحة القلب والعظام.
- زيادة التفاعل الاجتماعي مع الأقران.
وبذلك فإن الرياضة ليست مجرد ترفيه، بل هي ركيزة أساسية في روتين صحي للأطفال خلال الدراسة.
ثالثًا: النظافة الشخصية.. خط الدفاع الأول ضد الأمراض
الطلاب أكثر عرضة للجراثيم خلال يومهم الدراسي بسبب كثرة ملامسة الأسطح ومشاركة الأدوات. لذا، تعتبر النظافة الشخصية للأطفال واحدة من أهم العادات الصحية التي يجب تعليمها لهم. وتشمل:
- غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون قبل تناول الطعام وبعد استخدام الحمام.
- تجنب لمس الوجه أو العينين أو الأنف بأيدٍ ملوثة.
- استخدام المنديل أو الكوع عند السعال أو العطس.
- البقاء في المنزل عند الإصابة بالمرض لتجنب نقل العدوى.
- تنظيف الأدوات الشخصية بانتظام وتجنب مشاركتها مع الآخرين.
هذه الممارسات اليومية تشكل درعًا واقيًا يحمي الأطفال من الإصابة بالأمراض المعدية مثل نزلات البرد، الإنفلونزا، أو التهابات المعدة والأمعاء.
رابعًا: استكمال التطعيمات وتعزيز المناعة
قبل بداية العام الدراسي، يجب على الآباء التأكد من أن أطفالهم قد حصلوا على جميع التطعيمات الأساسية والجرعات المعززة التي تناسب مرحلتهم العمرية.
تحمي هذه اللقاحات الأطفال من أمراض شديدة العدوى مثل:
- الحصبة.
- السعال الديكي.
- النكاف.
- شلل الأطفال.
كما أن بعض اللقاحات الحديثة تساعد في الوقاية من أمراض خطيرة مثل سرطان عنق الرحم أو بعض أنواع السرطانات المرتبطة بالفيروسات. إن استكمال جدول التطعيمات لا يحمي الطفل فحسب، بل يساهم أيضًا في حماية زملائه والمجتمع من انتشار الأمراض المعدية.
خامسًا: النوم الكافي.. سر التركيز والنجاح
قلة النوم واحدة من أبرز المشكلات التي تواجه الطلاب، خصوصًا مع الانشغال بالأجهزة الإلكترونية أو الدراسة في ساعات متأخرة. ولضمان أداء أكاديمي جيد، يجب أن يحصل الأطفال على قسط كافٍ من النوم كل ليلة.
الأطفال من عمر 6 – 12 سنة يحتاجون من 9 إلى 12 ساعة نوم يوميًا في حين يحتاج المراهقون من عمر 13 – 18 سنة يحتاجون من 8 إلى 10 ساعات نوم يوميًا.
النوم الكافي يساعد على:
- تعزيز القدرة على التركيز.
- تحسين المزاج والاستقرار النفسي.
- تقوية جهاز المناعة.
- تقليل مخاطر السمنة والأمراض المزمنة.
يوصى بتهيئة بيئة مناسبة للنوم عبر إيقاف استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بساعة، وضبط الروتين اليومي للاستيقاظ والنوم في نفس الوقت.
سادسًا: الروتين الصباحي والتنظيم المدرسي
وجود روتين صباحي ثابت يسهل على الطالب الاستعداد لليوم الدراسي دون توتر أو استعجال. ويمكن أن يشمل:
- الاستيقاظ في وقت محدد يوميًا.
- أداء الوضوء والصلاة وتفريش الأسنان.
- تناول وجبة فطور مغذية.
- تحضير حقيبة المدرسة في الليلة السابقة.
- ارتداء زي مريح ومناسب للطقس.
كما يجب الانتباه إلى حقيبة الظهر المدرسية، بحيث تكون مبطنة وخفيفة ولا يزيد وزنها عن 20% من وزن جسم الطفل، مع توزيع الأدوات بانتظام لتجنب آلام الظهر.
أمراض الحرارة.. وكيفية الوقاية منها
نظرًا لأن بداية العام الدراسي تتزامن مع فصل الصيف، يصبح الأطفال أكثر عرضة لمشاكل الإجهاد الحراري والجفاف وضربة الشمس. لذا يجب على الأهل والمعلمين:
- حث الأطفال على شرب الماء بانتظام.
- استخدام قوارير مياه مرقمة لمتابعة استهلاكهم اليومي.
- ارتداء ملابس قطنية فاتحة اللون.
- عدم ترك الأطفال داخل السيارة مطلقًا.
وعند ملاحظة أعراض مثل التعب الشديد، الدوخة، الصداع أو التشنجات، يجب نقل الطفل فورًا لمكان بارد وتقديم الإسعافات الأولية.
تعزيز التواصل والثقة بين الأهل والطفل
جانب آخر لا يقل أهمية عن العادات الصحية هو التواصل النفسي والاجتماعي. فبعض الأطفال قد يواجهون رهبة العودة للمدرسة أو مشكلات مثل التنمر. وهنا يأتي دور الأهل في بناء جسر من الثقة مع أبنائهم عبر:
- الاستماع لهم باستمرار.
- حضور اجتماعات أولياء الأمور لإظهار الاهتمام.
- تخصيص وقت فردي لكل طفل في العائلة.
- مناقشة المشكلات وتقديم الحلول دون عنف.
- التواصل الإيجابي مع الطفل يعزز ثقته بنفسه ويمنحه الدعم النفسي اللازم لتخطي الصعوبات الدراسية والاجتماعية.
خاتمة: عام دراسي صحي يعني مستقبل أفضل
إن بناء عام دراسي ناجح يبدأ من العادات الصحية البسيطة التي يلتزم بها الطلاب يوميًا. من التغذية السليمة والنشاط البدني، إلى النوم الكافي والنظافة الشخصية، كلها عناصر متكاملة تحمي صحة الطفل وتمنحه القوة الذهنية والجسدية للنجاح.
ولأن المدرسة هي بيئة تعليمية وتربوية معًا، فإن تضافر جهود الأهل والمعلمين في غرس هذه العادات الصحية سيضمن جيلًا أقوى وأكثر وعيًا، قادرًا على مواجهة التحديات الصحية والأكاديمية على حد سواء.
فلتكن بداية العام الدراسي فرصة جديدة لترسيخ هذه السلوكيات، حتى تصبح أسلوب حياة يرافق أطفالنا نحو مستقبل أكثر إشراقًا وصحة.
Tags
صحة ومرأة
