"ديب سيك - DeepSeek".. التطبيق الصيني الذي يثير قلق عمالقة التكنولوجيا

في مفاجأة هزّت قطاع التكنولوجيا، تصدّر تطبيق ديب سيك - DeepSeek، وهو روبوت محادثة يعمل بالذكاء الاصطناعي، قوائم التنزيلات على متجر "آب ستور"، ما أثار دهشة المحللين نظراً لأدائه الذي يضاهي كبرى النماذج الأميركية مثل "تشات جي بي تي" و"جيميناي".

"ديب سيك - DeepSeek".. التطبيق الصيني الذي يثير قلق عمالقة التكنولوجيا
"ديب سيك - DeepSeek".. التطبيق الصيني الذي يثير قلق عمالقة التكنولوجيا

ديب سيك - DeepSeek منافس جديد بقدرات مذهلة

تم تطوير "ديب سيك" من قبل شركة صينية ناشئة مقرها هانغتشو، وهي مدينة تُعرف بأنها موطن للعديد من شركات التكنولوجيا الرائدة. ويتيح التطبيق للمستخدمين إنشاء النصوص، وكتابة الأكواد البرمجية، وحتى اقتراح وصفات طعام بناءً على مكونات متوفرة في المنزل، في تجربة تشبه إلى حد كبير ما تقدمه النماذج الغربية الشهيرة.
لكن اللافت أن التطبيق حقق هذا الأداء المتقدم بتكلفة زهيدة مقارنة بمنافسيه، حيث كشفت تقارير أن تطويره لم يتجاوز 5.6 ملايين دولار، في حين أن الشركات الأميركية الكبرى استثمرت مليارات الدولارات في تطوير نماذجها الخاصة.

تأثير اقتصادي يثير القلق
لم يكن النجاح السريع لـ "ديب سيك" مجرد إنجاز تقني، بل انعكس مباشرة على سوق الأسهم، حيث شهدت شركات التكنولوجيا الكبرى مثل "إنفيديا" و"سوفت بنك" تراجعًا ملحوظًا في قيمتها السوقية. فأسهم "إنفيديا"، التي تُعتبر الرائدة عالميًا في تصنيع شرائح الذكاء الاصطناعي، انخفضت بأكثر من 3% في بورصة وول ستريت، بينما تكبدت "سوفت بنك" خسائر تجاوزت 8% مع بداية الأسبوع.

ديب سيك - DeepSeek مفتوح المصدر.. وسلاح ذو حدين
أحد العوامل التي ساعدت "ديب سيك" في الانتشار السريع هو كونه مفتوح المصدر، على عكس النماذج المغلقة مثل "تشات جي بي تي" و"جيميناي". وهذا يعني أن الكود البرمجي للتطبيق متاح للمطورين حول العالم، ما يمنحهم فرصة لفهم بنيته والتعديل عليه، لكنه يثير أيضًا مخاوف تتعلق بالأمان وسرية البيانات.

صدمة في الأوساط الأميركية بسبب تطبيق ديب سيك - DeepSeek
المفاجأة التي أحدثها "ديب سيك" دفعت بعض الشخصيات البارزة في وادي السيليكون إلى دق ناقوس الخطر. فالمستثمر الأميركي مارك أندريسن وصف التطبيق بأنه "لحظة سبوتنيك للذكاء الاصطناعي"، في إشارة إلى القمر الصناعي السوفيتي الذي فجّر سباق الفضاء بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة.

الصين والسباق نحو الهيمنة
تطمح الصين إلى أن تصبح القوة المهيمنة عالميًا في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030، ويبدو أن "ديب سيك" يُمثّل خطوة كبيرة نحو تحقيق هذا الهدف. فالنجاح الكبير الذي حققه دفع مؤسس الشركة، ليانغ وينفينغ، إلى حضور اجتماع رفيع المستوى مع رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، في إشارة واضحة إلى الدعم الحكومي الكبير لهذا المشروع.

وفي ظل المنافسة المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين في قطاع الذكاء الاصطناعي، يظل السؤال المطروح: هل يتمكن "ديب سيك" من الاستمرار في التفوق، أم ستتحرك الشركات الأميركية لمواجهة هذا التحدي الجديد؟

إرسال تعليق

أحدث أقدم